ما كل ما يعلم يقال

قول سمعته من الكثير من المحسوبين على طلبة العلم الديني المظلوم فعندما تناقش أحدهم في بعض الأحكام الفقهية والتي ألصقت في الدين وهي ليست من الدين في شئ إن هي إلا مفاهيم وعادات وتقاليد موروثة من عصر التخلف القريب فقط قبل توحيد هذه البلاد على يد المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حيث كانت منطقة وسط شبه الجزيرة العربية بشكل خاص مستنقع آسن لكل أصناف التخلف الفكري والحضاري وتفتقر إلى أدنى أبجديات التعليم دعك من العلم, مدن وقرى متناثرة هنا وهناك تحكَم وسيطر علها الجهل والتخلف القاتل طبعا بسبب طبيعة الأرض الصحراوية وندرة الأمطار وقلة المياه حيث كانت الأمية هي المسيطرة في هذه المنطقة لدرجة أنك لا تجد من يجيد القراءة والكتابة في معظم تلك المناطق المأهولة بالسكان , حيث أن أحدهم في حال وصول رسالة له يضطر للسفر من مدينته أوقريته لمسافة بعيدة بحثا عن إنسان يذكر في مكان ما يجيد القراءة والكتابة ليقرأ له رسالته , وعودا على ذي بدء فعندما تحاول النقاش مع من يقال عنه طالب علم ومعروف خصوصا بين العامة أنه من العلماء , لماذا تلزموننا بأحكام فقهية مبتدعة من أكياسكم تخالف تماما ما جاء في الكتاب والسنة ونحن نستند إلى ماهو موجود بين أيدينا من أمهات كتب الفقه لكل المذاهب الأربعة وكتب التفاسير المعروفة والمشهورة حيث لم يقل أحدا من أصحاب هذه الكتب بقولكم , ثم إنكم لم ولن تستطيعوا منع هذه الكتب من دخول البلاد كما فعلتم في إيقاف العديد من الكتب الفقهية المتخصصة بشؤون المرأة مثل كتاب تحرير المرأة في عصر الرسالة لفضيلة الشيخ عبد الحليم أبو شقة رحمه الله والذي وضع إصبعه على الداء حيث أتى بمعظم أدلته من صحيحي البخاري ومسلم الأمر الذي أرهب الكثير من الخوارج والمتشددين وأرباب الفقه البدوي وكذلك كتاب الرد المفحم لفضيلة الإمام الفقيه المحدث محمد ناصر الدين الألباني إلى جانب إيقاف بعض مؤلفات فضيلة الإمام الفقية الداعية المشهور محمد الغزالي رحمه الله والذي كم كنا بحاجة ماسة له ولأمثاله في جرأته حيث لم تكن تأخذه في الله لومة لائم , وغير ذلك من الكتب التي تعنى بشؤون المرأة المسلمة وتخالف ما أنتم عليه من رأي , أوجبتم على المرأة غطاء الوجه مبتدعين ذلك من أكياسكم حيث أن ذلك لم يوجبه الله ليس هذا فقط بل أنكم أتحتم الفرصة لأصحاب النفوس الدنيئة ومنهم على شاكلتهم من إرهابيين متخذين غطاء الوجه وسيلة لتحقيق غاياتهم الفاسدة أمنية كانت أم أخلاقية , وقفتم على المنابر تصرخون وتطالبون بعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة وأتحتم الفرصة للسائق الأجنبي بالخلوة بنساء أبناء جلدتكم مخالفين هدي نبينا وسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم , ألا تعتقدون أنكم أنتم من ساهم بخلق هذه الهوة السحيقة بينكم وبين مخالفيكم من المسلمين , ألا تخافون من أن تفقدو مصداقيتكم أمام من هو لازال يثق برأيكم خصوصا عندما تتاح له الفرصة و يتضح له الصواب , ألا تعتقدون أن مثلكم كمثل الذي يهدي سلاحه لعدوه أثناء المعركة , وكم تكون الصدمة لديك عزيزي عندما يجيبك طالب العلم هذا الذي يسمى عالما بعد أن يتأكد أنه لا يوجد أحد يسمع كلامه فتكون إجابته هامسا في أذنك أن كل ما قلته صحيحا ولكننا نخاف الفتنة لذلك ما كل ما يعلم يقال , الأمر الذي يجعلك تقول في نفسك ( بل خوفا على منصبك وشهرتك بين أتباعك ) أليس الله أحق أن تخشاه