بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
{ كل نفس ذائقة الموت .. } والموت ماهو بعيد عنا ودائما يصاحبه العزاء ولكن ..
العزاء هو مايتبع مصيبة الموت ولكن الناس في أيامنا هذه حولوه إلى مصيبة أخرى بعد الموت
وهو مايقصد به من التكاليف في خيمة العزاء وفي بيت الفقيد و التي يجتمع فيها أقارب المتوفى بعد الدفن مباشرة، بهدف استقبال المعزين من مختلف شرائح المجتمع كمواساة وتخفيف من ألم المصاب لأسرة ذلك الفقيد.
إلا أنهم يبقون مكتوفي الأيدي أمام ظاهرة اجتماعية تستحق من الجميع الوقفة ضدها بحزم وقوة، وهي صنع الولائم في العزاء ، مع العلم أن بعض المجتمعات بدأت تقلل من المبالغ التي تصرف في العزاء، والتي كانت سابقاً تشبه بوفيه مفتوح لتناول المأكولات والمشروبات في مختلف أوقات العزاء.
الأمر فعلاً شبه خطير فكثير من الناس أصبحوا يعانون الأمرين عندما يكون لديهم أحد كبار السن أو المرضى الميؤوس منهم وهنا أتحدث عن ذوي الدخل المحدود وهم الغالبية العظمى من أهل البلد فهؤلاء يضربون أخماساً بأسداد وتأخذ منهم عمليات الحساب الوقت الطويل.
ما الذي سنفعله لو مات فلان ؟
من أين نحضر الأموال للملا ؟
كيف نتصرف مع المطعم ؟
كيف نتصرف مع الذبح ؟
كيف نتصرف مع الخيام ؟
ومصاريف كثيرة و صغيرة لا تأتي فالبال لكن لو تم جمعها يصيبك الذهول من حجمها !!
فنحن عندما نناقش هذه الظاهرة نريد حلاً جماعياً، لمنع صنع الولائم في العزاء من قبل أسرة الفقيد. فالشريعة الإسلامية أوصت بدعم أهل المصاب، والوقوف معهم، وصنع الطعام وتقديمه لهم و لا شك أن هناك أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تحث على ذلك ولكنها لا تحضرني الآن .
ولكن الملاحظ بعد دفن الفقيد تتخذ القرارات المالية من أسرة الفقيد، في غالبيتها تكون مصحوبة بعاطفة جياشة تكون في أتم الاستعداد للإنفاق على مختلف مشاريع متطلبات العزاء، فترصد المخصصات المالية والتي يكون أغلبها ديون لإعداد تلك الوجبات ، و تكثف الجهود للتجمل، وذلك ببذل أقصى ما يكون في سبيل إظهار ذلك العزاء بالمستوى اللائق أمام جمهور المعزين.
وتبدأ سلسلة التكاليف الماليه للصرف على متطلبات العزاء والتي لا تقل عن ( مبلغ كبير) على أقل تقدير وقد يزيد هذا المبلغ إلى أضعاف ذلك .
وصار الواحد اذا مات له شخص قريب منه ينشغل كيف ( اذا ما عنده ) يدبر المبلغ
و مهما قال للاهل إللي تسوووووه حرام و ما يصير يردون عليه تريد الناس تتكلم علينا
يقولوا بخلوا على ميتهم ماعملو له شي
لا وفيه ناس من الأهل يتشرطون جيب عصيرات و بيبسي و فواكة
و لا تنسى اللبن و والتمر والفطور ( فيه حريم صايمات ) هذا بعد إللي ناقصنا !!
وهناك شرائح في المجتمع عندها قدرة إبداعية لتقييم مستوى العزاء ، فكلما تنوعت الموائد المقدمة فالعزاء يعتبر متميزاً، والعكس يشير إلى تدني مستوى ذلك العزاء ويقولو عنهم مساكين فقراء.
فالواقع الاجتماعي بالمنطقة عند أصحاب العزاء يندرج تحت شعار: يستحق هذا الفقيد بذل المزيد له في عزائه ويقولون كله أجر وثواب للمتوفى
ياجماعة لو مثلا اقتصر العزاء على يوم واحد ومافيه ولا ذبيحة ولا سلة فواكة ولا حلوى ولا ... ولا ... فقط خيمة وشاي وقهوة وتمر لا أكثر
هذا عزاء وحزن مو عزيمة تخرج أو عرس وزير. فقط شاي وقهوة للمعزين أليس ذلك سيوفر في المصاريف.
يا أخواني إذا أنتوا عندكم فلوس ومرتاحين فيه ناس غيركم فقراء وفيه ناس تركوا أيتام وفيه ناس مديونة وناس ظروفهم صعبة جدا لا يعلم بها إلى الله ..
وكذلك إللي يتبع كلام الناس بيتعب وفالنهاية كلامهم لابيقدم ولا بيأخر ومادام أنه لا فيه عار ولا فضيحة ولا حرام فليش يهمنا كلامهم اصلا وهذه المظاهر والمصاريف والبذخ والتظاهر مش من شيم الإسلام و كذلك مش من السنة النبوية الشريفة فليش نتبع تقاليد الجاهلية !!
وبعدين لا تنسوا وتغفلوا عن أشياء مهمه وهي :
ــ سداد ديون الفقيد
ــ أداء الفرائض الفائتة للفقيد
وحتى ولو تم سداد ديونه وفاض المال الذي تركه ستجد أشياء أخرى :
ــ استفادة الورثة من هذه المبالغ وممكن يكونوا أيتام ( ماكان الأفضل يستفيدوا منها )
ــ جعلها في مشروع صدقة جارية له
أتمنى قيام صحوة إجتماعية في هذه الظاهرة السلبية وإعادة التفكير لها ...