قمة الدوحة.. آمال متضائلة وقادة يؤجلون وصولهم لآخر دقيقة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تنطلق الدورة الحادية والعشرين للقمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة الاثنين، وسط آمال متضائلة بإمكانية أن تشهد انفراجة حقيقية على صعيد "المصالحة العربية"، التي تأتي على رأس جدول أعمال القادة العرب، الذين أعلن بعضهم تغيبهم عن الحضور "لأسباب يعرفها ذوي الشأن"، فيما لجأ آخرون إلى تأجيل وصولهم حتى الدقائق الأخيرة.
وبعد قليل من إعلان الخارجية المصرية أن الرئيس حسني مبارك، لن يحضر القمة العربية بالدوحة، تأكد رسمياً غياب العاهل المغربي الملك محمد السادس، في الوقت الذي أعلن فيه الديوان الملكي بالعاصمة الأردنية عمان، أن الملك عبد الله الثاني سيغادر متوجهاً إلى العاصمة القطرية في وقت لاحق الاثنين، وهو نفس يوم انطلاق القمة المرتقبة.
كما تأكد غياب كل من الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة، حيث يرأس وفد بلاه وزير الخارجية مراد مدلسي، حسبما جاء في بيان رسمي بالعاصمة الجزائرية السبت، والرئيس العراقي جلال طالباني، بعد حضور رئيس الوزراء نوري المالكي، وكذلك السلطان قابوس بن سعيد، حيث يترأس الوفد العُماني نائب رئيس الوزراء، فهد بن محمود آل سعيد.
ورغم أن القمة الاقتصادية الأولى، التي عُقدت بالكويت في يناير/ كانون الثاني الماضي، أسفرت عن تحقيق انفراجة "نسبياً" في العلاقات بين عدد من الدول العربية، خاصة بين مصر والمملكة العربية السعودية من جانب، والجمهورية العربية السورية من جانب آخر، إلا أن العلاقة بين القاهرة والدوحة ما زالت، فيما يبدو، تشوبها بعض الخلافات.
وحتى وقت متأخر من مساء الأحد، عشية انعقاد القمة، تأكد حضور كل من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والعماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية، والزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس اليميني علي عبد الله صالح، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
كما وصل الدوحة كل من الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد، والجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فضلاً عن الرئيس السوداني عمر البشير، الذي أصر على حضور القمة متحدياً مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، بالإضافة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصل إلى قطر قبل يومين.
ومن العاصمة الأردنية عمان، نقلت وكالة "بترا" الرسمية للأنباء، أن الملك عبد الله الثاني سيغادر الاثنين إلى العاصمة القطرية ليرأس الوفد الأردني المشارك في اجتماعات القمة العربية، في دورتها العادية الحادية والعشرين.
وفي العاصمة الموريتانية نواكشوط، ذكرت وكالة "و م أ" الرسمية للأنباء أن الجنرال محمد ولد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى للدولة، غادر صباح الأحد متوجهاً إلى الدوحة، لحضور أعمال القمة العربية العادية، والقمة العربية - الأمريكية الجنوبية.
كما نقلت وكالة الأنباء المغربية أن الأمير مولاي رشيد وصل إلى العاصمة القطرية الأحد، حيث سيمثل الملك محمد السادس في القمة العربية العادية في دورتها الواحدة والعشرين، التي ستحتضنها العاصمة القطرية يومي 30 و31 مارس/ آذار الجاري.
وكان وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، قد أعلن في وقت سابق السبت أن الرئيس مبارك لن يحضر القمة العربية في الدوحة، وأن وزير الشؤون القانونية والبرلمانية، مفيد شهاب سيترأس وفد مصر إليها، الأمر الذي نظر إليه خبراء على أنه مؤشر محتمل إلى استمرار التشنج في الأجواء العربية، خاصة بين الدوحة والقاهرة.
ولكن أبو الغيط أكد أن "مصر تتمسك باستمرار السعي من أجل تحقيق أكبر قدر من التضامن العربي، والاتفاق على مناهج فعالة لتحقيق المصالح العربية، من خلال المصالحات الحالية، والتي تقدر مصر أن هناك حاجة مؤكدة للاستمرار فيها بين كل الأطراف والدول العربية